بيريفان خليل: ثورة روج أفا كانت سبباً في ترسيخ ثورة اللغة

قيّمت الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في عفرين، بيريفان خليل، معارضة المجلس الوطني الكردي لتعليم اللغة الكردية، وقالت: "لقد تزامنت ثورة اللغة مع ثورة روج آفا. اللغة الأم هي مثل جذور الشجرة. إذا جفت، فسوف تنكسر تلك الشجرة".

هناك جهود مبذولة من أجل الوحدة الوطنية الكردية منذ مدة، ولكن بعد الاتفاقات الأخيرة ظهرت العديد من الأحداث، مثل عدم قبول التعليم باللغة الكردية داخل مناطق روج آفا وكذلك عدم قبول نظام الرئاسة المشتركة من قبل المجلس الوطني الكردستاني ENKS.

وفي هذا السياق تحدثت الرئيسة المشتركة لهيئة التعليم في منطقة عفرين، بيريفان خليل، لوكالة فرات للأنباء ANF وأوضحت أن اللغة الأم هي مثل جذور الشجرة، إذا تم قطعها، سيتم سقوط الشجرة بالكامل.

وأشارت بيريفان خليل  إلى الوحدة والتضامن بين الكرد وقالت: "إن إقامة وحدة أو اتفاق كردي هي أحدى تطلعات الشعب الكردي جميعاً، فقد كانت كردستان منقسمة على مر التاريخ، ولم يُسمح للحركة الكردية بالتوحد، لتكون قومية وتعمل بطريقة وطنية ولتنظيم نفسها، وهو ما جعل الكرد منقسمين وغير موحدين. لم يكن لديهم موقف جيد تجاه الوحدة والتضامن، واليوم تجري جهود عظيمة في الأجزاء الأربعة من كردستان، وخاصة في منطقة روج آفا".

وأضافت "الوحدة الوطنية حلم للشعب الكردي بأكمله. هناك أمل وإيمان كبيرين بأن نتوحد بأننا جميعاً واحد في أنفسنا. بالطبع إذا لم نكن  متحدين داخل وطننا، فلن نتمكن من تحديد موقفنا الوطني وعملنا الوطني ونضالنا  الوطني أمام دول العالم. نحن نعتبر الوحدة داخل الوطن الكردي مهمة للغاية. لا يوجد شيء لا يمكننا من الاتحاد. فدماؤنا واحدة، ويجب أن نتمكن من ترسيخ الوحدة الوطنية بيننا مهما بلغت الأزمات والمعوقات، ويجب أن تكون الوحدة بعيدة كل البعد عن المصالح الفردية، ويجب أن تعمل لصالح الثورة وحماية قيم الثورة".

كما تحدثت بيريفان خليل عن التعليم في روج آفا وقالت: "حدثت العديد من التغييرات مع ثورة روج آفا. أحدها هو التعليم باللغة الأم. فقد تم تعليم آلاف الطلاب والمعلمين بلغتهم. حيث يعرف كل مجتمع ومكون وأمة من خلال لغته الخاصة. إن المجتمع الذي لا لغة، لا ثقافة، لا تاريخ له يصبح بدون جزور؛ بل تعد اللغة هوية كل مكون وأمة". 

وأردفت: ونحن ندين لأجدادنا الذين حافظوا على لغتنا وجعلوها حية إلى يومنا هذا رغم الضغوطات والانتهاكات التي واجهوها. فبعد تطور ثورة روج، تطور معه العمل في مجال اللغة أيضا كثورة مرافقة. لأن اللغة هي إحدى ركائز الثورة الأساسية، حيث كنا نتعلم لغتنا سراً بسبب الضغوطات التي كنا نتعرض لها من قبل السلطات الحاكمة. ونحن اليوم نشعر بحماس كبير لأننا نواكب لغتنا وننقلها لأبنائنا. لقد قام الآلاف من فتياتنا وفتياننا بالعمل في هذا المجال لتطوير هذا النظام وإحيائه. لقد قمنا بتغيير في كل المدن الكردية حتى يتمكن الطلاب من دراسة ثقافتهم وتاريخهم من المدرسة الابتدائية إلى المعاهد والجامعة وكي يدركوا بأن المقاومة التي حدثت وصلت إلى مستوى تم فيها تقديم الكثير من الشهداء".

وأشارت الرئيسة المشتركة لهيئة التعليم في عفرين، بيريفان خليل إلى موقف المجلس الوطني الكردستاني ضد تعليم اللغة الكردية، وتابعت قائلة: "دعا المجلس الوطني الكردستاني ENKS حزب الاتحاد الديمقراطي PYD إلى الغاء اللغة الكردية والعودة لتعليم مناهج النظام السوري. ما هو الأساس الذي تستند إليه هذه المطالب؟ إذا كانت وحدة الكرد تتطلب ذلك، فإن تعليم النظام بلغتهم ستكون ذريعة لنا لتدمير لغتنا وثقافتنا وتاريخنا".

وتسائلت: أين هو الحق الكردي في هذه الاتفاقية ما لم يتمكن أبنائنا من الغناء والتعليم وحتى إلقاء نشيد بلغتهم. إذا لم تكن هناك لغة فما هو حق الكرد وما هي الوحدة التي يرنون إليها؟ 

وأكدت في ختام حديثها: "نحن نرفض إلغاء التعليم باللغة الأم بشكل نهائي، فقد كانت اللغة ثورة بحد ذاتها داخل الثورات التي قامت بها الشعوب، وثورة روج آفا هي ثورة اللغة. فاللغة هي وجود وهوية المجتمعات، كما الجذر الذي تنمو به الشجرة. لهذا يجب أن تكون دعوتنا للوحدة الكردية نقطة أساسية في موضوع تعليم اللغة بكافة مكوناته".